بمناسبة ذكرى الاعلان العالمي لحقوق الانسان: ندوة بعنوان “تشكيل الهُويّة ،، وتشييء الجسد”
بمناسبة ذكرى الاعلان العالمي لحقوق الانسان، عقدت وحدة المرأة، في مركز عمان لدراسات حقوق الانسان، ندوة حوارية، تحت عُنوان ” تشكيل الهُويّة وتشييىء الجسد” ، للدكتورة وفاء الخضرة ، عضو الهيئة التدريسية في كليّة الآداب في الجامعة الأمريكية في مادبا ، أدار الجلسة مُنسّقة وحدة المرأة في المركز لينا جزراوي .
بحثت الندوة في الأُسس التي تُشكّل هُوية كل من الأنثى والذكر، حيث تتماهي الأنثى في المراحل العمرية الأولى مع شخصية والدتها ، كما يتماهى الذكر مع شخصية والده، انطلاقا من التشابه البيولوجي بينهما ، ثمّ تبدأ عملية تشكيل الهُويّة الجندرية، المبنية على الفروقات البيولوجية.
تتشكّل القيم الخاصة بالأنوثة والقيم الخاصة بالذكورة ، من خلال التنشئة الاجتماعية للأطفال في مراحل عمرهم المُبكّرة ، وتُستَقى هذه القيم من خلال أدب الأطفال ، والسرد التاريخي والمناهج التعليمية ، التي تعزز مثلا، أن مفهوم البطولة هو مفهوم خاص بالذكورة ،، بينما يلتصق بالانوثة مفاهيم أخرى مثل الخوف والعاطفية ، وقد أشارت المُحاضرة الى أن المرحلة التي تُبنى فيها مفاهيم وقيم المواطنة ، تغيب فيها المرأة وبطولاتها عن القصص المُدرجة في الأدب والتاريخ تماما، لتكون الفكرة االمُنغرسة في ذاكرة الطّلاب، أن من لعب أدواراً هامة في التاريخ ،، كانوا رجالا، وهذه هي المرحلة التي تتأسس فيها الهوية القومية والوطنية ، حيث تغيب المرأة تماما عن قصص التاريخ الاسلامي، فمُعظم السّرد التاريخي في مناهجنا ، هو سرد ذكوري في لغته، ومفرداته ، ومُحتواه .
أشارت الدكتورة الخضرة ، الى مفهوم تشييء جسد المرأة ، الذي بدأ منذ العصور الوسطى ، وما قبلها ، فكانت تعتبر المرأة مُلكية خاصة للرجل يتصرّف بها كما يشاء، ويتعامل معها كشيء يمتلكه، ترى المحاضِرة ان تحويل العلاقة بين الرجل والمرأة الى ثُنائي، يعني أنه بالضرورة يجب أن يكون من هو في مكانة أعلى من الآخر، تماما مثل ثنائيّة البيض والسود، التي أعطت البيض الحق في استعباد جنس السود ، فثُنائية المرأة والرجل ارتكزت بشكل أساسي على فكرة سموّ الرجولة على الأنوثة ، بالاعتماد على الفروقات البيولوجية، واندرجت تحتها مفاهيم تُكرّس دونية المرأة ، فأصبح على أحد طرفيّ العلاقة واجب الطاعة للطّرف الآخر، هذه الفروقات البيولوجية التي أعطت الحقّ للرجل أن يكون في المجال العام، والمرأة أن تتفرّغ للمجال الخاص، ممّا أفرز أمراضا لها علاقة بنمط حياة النساء، ومن أهمها (الرُّهاب الاجتماعي)، المرتبط بخوف المرأة من الظهور أمام الجماهيروفي الأماكن العامة، لأنها نشأت على أن عالمها الأول هو البيت، ولا يُعاني الرجال من هذا النوع من الرُّهاب.
أختُتمت الندوة في الاشارة الى أنه لا يكفي التحرّر من الخارج ،، علينا العمل على تحرير العقل ليتحرّر الانسان ، رجلا كان أم امرأة .